البحر المتوسط (بالإنجليزيّة: mediterranean sea) والمعروف باسم (البحر الأبيض المتوسط) هو بحر يمتد من الجهة الغربيّة حتى المحيط الأطلسيّ ومن الجهة الشرقيّة حتى قارة آسيا، ويفصل بين قارتي أفريقيا وأوروبا، وعُرِفَ قديماً بالبحر بين الأراضي، ويرتبط القسم الغربيّ من البحر المتوسط مع المحيط الأطلسيّ عن طريق قناة سطحيّة من مضيق جبل طارق، ويتصل البحر المتوسط مع البحر الأسود من خلال مضيق البسفور، ومضيق الدردنيل، وبحر مرمرة، وفي الجهة الجنوبيّة الشرقيّة يتصل مع البحر الأحمر عن طريق قناة السويس.[١]
صقلية أكبر جزيرة في البحر المتوسطتعدُّ جزيرة صقلية (بالإنجليزيّة: sicily island) أكبر جزيرة في منطقة البحر المتوسط، والحُكم الذاتي هو السائد فيها على الرغم من أنّها تتبع إدارياً إلى البلاد الإيطاليّة، وتبعد ما يقارب 160كم من الجهة الشماليّة الشرقيّة عن تونس، ويفصل الجزيرة عن اليابسة مضيق ميسينا، وتعتبر مدينة باليرمو هي عاصمتها الرسميّة.[٢] تقع جزيرة صقلية في الجهة الجنوبيّة الغربيّة من إيطاليا، ويصل امتداد مساحتها إلى ما يعادل 25,426 كم²، وتتميز بشكلها الجغرافيّ الذي يشبه المثلث، أمّا طول شواطئها فيمتد إلى أكثر من 1000كم، وتحتوي أراضيها على ما يقارب 15 نهراً، ويعتبر نهر سالسو أكثرها طولاً فيمتد إلى 144كم.[٣]
المظاهر الطبيعيّةتشكل التلال والجبال ما يعادل 85% من مساحة جزيرة صقلية، وتنتشر في منطقتها الشماليّة الكثير من الجبال مع قليل من السهول الضيقة الساحليّة، ويتراوح ارتفاع جبال صقلية بين 100م-1500م ولكن يصل ارتفاع بعض القمم الجبليّة إلى أكثر من 1500م، ومن أهمها جبل نبرودي الذي يصل ارتفاعه إلى 1847متراً، وجبل مادوني يصل ارتفاعه إلى 1979 متراً، وجبل بلوريتاني يصل ارتفاعه إلى 1279 متراً، ويعتبر أهم هذه الجبال جبل إتنا البركانيّ الذي يرتفع إلى 3340 متراً، وما زال يثور في أوقات مختلفة، تعدُّ المنطقة الجنوبيّة من الجزيرة شبه جبليّة، ويصل متوسط ارتفاعها بين 400م-800م، ولا ترتفع أيّ من أراضيها فوق 1000 متر، وتشكل السهول ما يقارب 35% من مساحة المنطقة، ويعتبر سهل قطانيا الشرقيّ من أكثر هذه السهول امتداداً داخل جزيرة صقلية.[٤]
اقتصاد جزيرة صقليةيعتبر قطاع الزراعة النشاط الرئيسيّ الخاص باقتصاد جزيرة صقليّة، ومن أهم المنتجات الزراعيّة في الجزيرة: الزيتون، والشعير، والقمح، والذرة، واللوز، والحمضيات، والقطن، وأيضاً يتمُّ الاعتماد على تربية الماشية وصيد الأسماك مثل السردين والتونة، ممّا يساهم في دعم صناعة المواد الغذائيّة، وأيضاً تعتمد الجزيرة على قطاع الصناعة المحليّة التي تشمل إنتاج المواد الكيمائيّة، والأسمدة، والجلود، والسُفن. وتوجد في المنطقة الجنوبيّة شرقيّة من جزيرة صقلية مجموعة من حقول النفط، كما يتمُّ إنتاج الكبريت والغاز الطبيعيّ، وساهمت التطورات في الدولة في تعزيز التنمية الصناعيّة، وتحتوي الجزيرة على موانئ رئيسيّة وهي: ميسينا، وكاتانيا، وباليرمو.[٥]
تاريخ جزيرة صقليةتشير الرسوم التي تمّ الوصول إليها في كهوف جزيرة صقلية إلى أنّ الإنسان في حقبة ما قبل التاريخ قد سكن أراضيها، وأثناء القرن الثامن قبل الميلاد وصل الاستعمار الإغريقيّ للمنطقة الشرقيّة من جزيرة صقلية، وعندما وصلها أهل قرطاجة أسسوا العديد من المراكز التجاريّة في منطقتها الغربيّة. وقد تعرّضت جزيرة صقلية في القرن الثاني قبل الميلاد للغزو الرومانيّ، وحوّلها الرومان لمقاطعة لهم، وأصبحت من أهم موارد الحبوب الخاصة بالإمبراطوريّة الرومانيّة.[٦]
سقطت روما في القرن الخامس للميلاد، فاستُعمرت جزيرة صقلية من قبل القوط الشرقيين والوندال، وفي عام 535م أصبحت الجزيرة تتبع للإمبراطوريّة البيزنطيّة، وصارت اللغة الإغريقيّة هي اللغة المحليّة والرسميّة الخاصة بسكّان صقلية، وفي القرن التاسع للميلاد وصل سكّان شمال قارة أفريقيا المسلمون إلى جزيرة صقلية، وقد ساهم الحُكم الإسلاميّ الذي دام حوالي 200 عام في تطور صقلية؛ إذ ساهم المسلمون في تطوير الأنظمة الخاصة بالزراعة والريّ، ومن أهم المحاصيل الزراعيّة التي ظهرت في العهد الإسلاميّ: البرتقال، والقطن، والليمون، وما زالت آثار الحضارة الإسلاميّة مؤثرة في الآداب والفنون في الجزيرة.[٦]
وصل الاحتلال النورمندي إلى جزيرة صقلية في القرن الحادي عشر للميلاد، وتمّ ضمها إلى المنطقة الجنوبيّة التابعة لإيطاليا، كما أُسست مملكة الصقليتين، ممّا أدى إلى تحوّل الثقافة السائدة في الجزيرة بشكل تدريجيّ إلى ثقافة أوروبيّة، وتأثرت جزيرة صقلية في كلٍّ من الحُكم الألماني، ومن ثمّ الحُكم الفرنسيّ في القرن الثالث عشر للميلاد؛ وخصوصاً في مجال العادات والتقاليد العامة، ونتج عن ذلك تحول صقلية إلى مركز ثقافيّ إيطاليّ.[٦]
في عام 1282م قامت ثورة في صقلية أدت إلى انتهاء الحُكم الفرنسيّ لها، وفي عام 1860م غزتها إيطاليا فأصبحت جزءاً من المملكة الإيطالية، وأثناء الحرب العالميّة الثانية قامت قوات الحلفاء بقصف القواعد البحريّة والجويّة الموجودة في الجزيرة، وفي عام 1943م احتلها الحلفاء، ممّا أدى إلى تحوّلها لنقطة غزو إيطاليا، وفي عام 1948م حصلت على حُكم ذاتي منفصل عن إيطاليا.[٦]
المناخيعتبر مناخ البحر المتوسط هو السائد في جزيرة صقلية، ويعدُّ فصل الصيف فيها حاراً، أمّا فصل الشتاء فهو معتدل وماطر وقريب من الدفء، ويتراوح معدل هطول الأمطار السنويّ بين 70سم-80سم ضمن منطقتها الساحليّة الشماليّة الغربيّة، وبين 50سم-60سم في مناطقها الشرقيّة، وبين 60سم-70سم في منطقتها الساحليّة الجنوبيّة الغربيّة، ويزداد تساقط الأمطار إلى أكثر من 100سم في منطقتها الوسطى عند جبل إتنا.[٤]
يصل متوسط الحرارة في أكثر شهور العام برودة ضمن السهول الساحليّة بين 10-13 درجة مئويّة، أمّا في شهور الصيف المشمسة فتتجاوز درجات الحرارة المتوسطة 25 درجة مئويّة، وفي منطقة المرتفعات التي يتجاوز ارتفاعها 1000م تنخفض الحرارة إلى 18 درجة مئويّة تقريباً في الصيف، أمّا في شهور الشتاء فتصل الحرارة إلى 4 درجات مئويّة.[٤]
المراجعالمقالات المتعلقة بأكبر جزيرة في البحر المتوسط